أساس البناء مدفون تحت التراب . لا يعرفه أحد ولا ينتبه له الناس .
لا يهتمون للونه ولا شكله ولا جماله . ولا يحسون به ولا يرونه لكنه هو الأهم على الإطلاق .
فالضعف فيه يساوى الإنهيار المؤكد والخلل فيه خلل فى كل البناء .
.
ولا يجوز التأسيس على تربة ضعيفة أو فى أماكن المزابل أو حظائر المواشى أو مقالب القمامة دون إحلال تربة قوية ونظيفة تتحمل دون هبوط أو تآكل .
.
كلما كان الأساس قويا زادت قدرته على تحمل الضغوط العالية والاحمال الكبيرة والأدوار الكثيرة والزلازل الصعبه وتقلبات المناخ وتغيرات الزمان .
.
أما الواجهة الجميلة . أما الدهان اللامع . أما الأرضيات المتناسقة . فكل ذلك ظاهر للناس . يهتمون به . ينبهرون بشكله . يتباهون بجماله . لكنه فى الحقيقة ليس الأهم .
لا يمثل الا نفسه ولا يقع البناء لوقوعه ولا يتاثر البناء بإزالته . ولا تنتهى حياة البناء بانهياره .
.
الواجهات اللامعه.. كأنها تنادى الناس بفخر وزهو لرؤيتها وهى لا تحمل الا نفسها . والأساس ساكت صامت تحت التراب لا ينادى ولا يئن رغم أنه يحمل الجميع .
.
لا تستطيع تغيير قاعدة البناء مرة واحدة . لكنك تستطيع تغيير الواجهات والدهان عشرات المرات .
.
ليس كل ما ينبهر به الناس مهما .. وليس كل ما لا يراه الناس غير موجود ..
بل ربما يكون ما لا يحس به الناس ولا يرونه ولا يقدرونه هو الذى يحملهم ويحميهم ويحمى آمالهم وحياتهم فى الحقيقة .
.
وهكذا العقيدة والتقوى فى حياة الناس هى الأساس .
بقوتها يقوى الإنسان وبمتانتها يصبر الإنسان على تقلبات الزمان .
.
يعرف هدفه ويعمل فى صمت ولا يهتم للناس ومدح الناس وذم الناس .